السبت، 26 فبراير 2011

السكون والإستقرار


ي علم الفيزياء , الساكن نقيض المتحرك , والسكون هو فعل , إلا أنه فعل سلبي , لأن اللافعل هو فعل , سواء في علوم المواد أو علوم الاجتماع .
إذن السكون فعل , والانتقال من السكون إلى الحركة هو فعل أيضاً

كان لابد من هذه المقدمة في فعل السكون والحركة لأن بموجبها يتحدد نتائج وضع السكون ووضع الحركة حيث بناء على صحة الانتقال من وضع السكون إلى وضع الحركة يتقرر صحة مستقبل المجتمعات ومستقبل الحياة وبالتالي مستقبل الدول ووصولها إلى الاستقرار .

في اللغة السكون عدم الحركة ولذلك عبر العرب عن السكون بالموت لأن من علامات الكبرى للموت عدم الحركة أي السكون
ولذلك قالت والدة يحيى البرمكي للخليفة هارون الرشيد بعد أن نكب البرامكة نكبتها الكبرى (أسكن الله عينك يا أمير المؤمنين ) ففهم أنها تدعو عليه بالموت ولا تدعوا له بالاستقرار
فكان حالها حال الأعرابي الذي أخبرته زوجته بسكون ولده المريض ففهم أنه إنتقل إلى الآخره .

ولذلك يقال في اللغة سكنت الماء وماء ساكنه
عند الركود و انعدام الحركة الذي يحًول الماء الجارية إلى مياه آسنة تتوفر فيها البيئة المثالية لنمو الطفيليات والفطريات والجراثيم بسبب انعدام التهوية الناتج عن انعدام الحركة وبطول مرحلة السكون تتولد الطحالب والمتسلقات والمتجذرات لأن طول فترة الركود الناتجة عن السكون خلًفت مستنقعات تجري فيها التفاعلات المكبوتة والمخنوقة التي تؤدي إلى إطلاق الروائح الكريهة والقاتلة والسامة
وكذلك حال الركود والسكون في المجتمعات ..

قال في مختار الصحاح القرار هو المستقر من الأرض والقرار في المكان ( الاستقرار ) فيه
هذا هو الاستقرار في أصل الحقيقة اللغوية
أما الاستقرار في المجاز فيعني انتقال شعب من حال ضياع للحقوق توًلد عنه فوضى واضطرابات بسبب استبداد الحكام بالقرار
كما يقول المثل العربي ( دخول حابل بنابل )
فأدت هذه الفوضى إلى حالة تواطؤ على دستور برضا الأكثرية الشعبية التي قبلت بقيادة النخبة السياسية والعسكرية المدعومة بأهل الفعاليات الاقتصادية وهذا ما أسماه المفكرون حال الاستقرار للشعوب والدول
حيث تبرز المتفارقات والمتعارضات والمتباينات في مصطلحي السكون والاستقرار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق